بين الوشاي و الماكر
مرض الأسد،فزارته وحوش الغابة،ولم يزره الثعلب،فوجد الذئب في تخلف الثعلب فرصة للإيقاع به،والانتقام منه !
ذهب الذئب إلى الأسد،وقال له :
- إن أمر الثعلب عجيب،فهو الوحيد الذي تخلف عن زيارتك،والسؤال عنك في مرضك.وهو بذلك يستحق العقاب جزاء ما فرط منه .
وعرف الثعلب حديث الذئب إلى الأسد،فغضب،وأخذ يفكر في حيلة ينتقم بها من الذئب الواشى.ذهب إلى الأسد،معفراً, يتظاهربالإعياء والإرهاق،ومعه أوزة ففاجأه الأسد قائلا :
- لقد تجرأت على،واستهنت بى،فلم تزرنى كما زارنى غيرك،ولا بد أن أعاقبك أشد العقاب .
قال الثعلب :
- لو عرفت الحقيقة لرضيت عنى ولم تغضب علىّ .
قا ل الأسد في دهشة :
- وكيف ذلك ؟!
أجاب الثعلب :
قضيت الأيام والليالي مسافراً أبحث عن طبيب يعالجك .
قال الأسد :
- وهل وجدت ذلك الطبيب ؟
قال الثعلب :
نعم،ووصف لى دواءك .
قال الاسد :
وما هذا الدواء ؟
أجاب الثعلب :
- مرارة إوزة مخلوطة بدم ذئب،وقد جئتك بهذه الإوزة لتتناول َمرارتها .
صدق الأسد كلام الثعلب،وأكل الوزة،واستبقى مرارتها،ثم انتظر حتى أقبل عليه الذئب،فلقِف رجله،ونهش ساقه،وخلط مرارة الوزة بدمه،وأكلها .
خرج الذئبَ يحجِلُ،والدم يسيل منه،ووفق بعيداً ينظر إلى رجله في ألم وحزن .
ومر به الثعلب،فقال :
- أيها الذئب*، *لقد أردت لغيرك شراً فوقعت فيه ! !