في الحلقة الماضية تكلمنا عن بداية خلق آدم عليه السلام، وكيف أن الله عز وجل خلقه بيده، وأسجد له الملائكة، ثم أدخله الجنة ، فلما دخل الجنة إسْتَوْحَشَ فيها، فخلق الله عز وجل له زوجة يأنس بها، ويسكن إليها ، وخلقها الله عز وجل من ضلعه، عاش آدم عليه السلام مع حواء في جنة يأكلان من ثِمارها ، يتظللان بظلالها، يشربان من أنهارها، وَنَهَاهُمَا الرب عز وجل عن الاكل من شجرة واحدة في الجنة كُلِّهَا، فبدأت المعركة الاولى، بين إبليس وآدم عليه السلام وحواء، إنها معركة بين البشر وإبليس ،
إنها الجولة الاولى في هذه المعركة، كيف يجعل إبليس آدم عليه السلام يعصي ربه عز وجل ، ما قال له أبداً كُلْ من هذه الشجرة التي نَهَاكَ الله عز وجل عنها أبدا، ما قال له إعْصِي ربك عز وجل لا، ولكنه جاءه بأسلوب آخر { فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ } شوفوا الاسلوب { وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ } ألا تحب يا آدم أن تصير ملكا ،حواء ألا تُحِبِّين أن تكوني من الملائكة، الكل يحب هذا، إذا أكلتما من هذه الشجرة صِرْتُمَا من الملائكة ، الذين يعبدون الله الذين يُقرِّبُهُم الله ، الأمر بسيط كُلاَ من هذه الشجرة ،وتنتقلان مباشرة إلا جنس الملائكة { إلاَّ أنْ تَكُونَ مَلَكَيْنِ }أو يا آدم يا حواء، ألا تُحِبَّانِ أن تَعِيشَا في هذه الجنة مُخَلَّدَيْنِ ، لا موت لا نهاية فقط كُلاَ من هذه الشجرة
{ أوْ تَكُونَ مِنَ الخَالِدِينَ } وكلما أتى إبليس بصورة من الصور ، وبشكل من الاشكال إلى آدم عليه السلام، لم يستجب آدم لأن آدم عليه السلام ، يَعْبُد ربه عز وجل ويُطِيعُ الله جل وعلا ، ومرت السنين ومرت الأيام، وآدم عليه السلام وحواء لا يقتربان من هذه الشجرة، فاستغل إبليس تعظيم آدم لربه عز وجل ، ودخل من هذا المدخل أخذ يُقسِمُ بالله عز وجلا، اُقسِمُ لكما، أنني صادق بحديثي، والله الذي لا إله غيره ، إذا أكلتما من هذه الشجرة صِرْتُمَا خالدين في هذه الجنة ، تزيين غُرور { وَقاسَمَهُمَا } بدأ بالقسم { وَقاسَمَهُمَا إنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} في هذه الفترة صدَّقَ آدم إبليس، وَنَسِيَ الذي بينه وبين ربِّهِ عز وجل،
بدأ التصديق لِمَ ، لأن إبليس أقسم بالله ، ما كان يتصور آدم عليه السلام ، أن مخلوقا يُقسِمُ بالله كاذِبا فصَدَّقَ إبليس، وبدأ يمشيان خلفه، {فدَلَّهُمَا بِغُرُورٍ} فوصل إلى الشجرة وإبليس يُزين وإبليس يُشجع وإبليس يدفع فإذا بحواء تأخذ ثمرة من هذه الشجرة فتأكل، وإذا بآدم يأكل من هذه الشجرة ، أول ما ذاق من هذه الشجرة { فلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَة بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا } ما كان آدم عليه السلام يرى سوءة حواء ولا حواء ترى سوءة آدم، فلما أكل من الشجرة إنكشفت السَوْأتَانِ { فلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا } آدم عليه السلام لأن الحياء فُطِرَالآنسان به، لما رأى عورة حواء هرب منها وحواء لما رأت عورة آدم هربت منه لأن البشر قد فُطِروا على الحياء،
هرب آدم من حواء وهربت حواء من آدم عليهما السلام كل واحد يهرب من الاخر يبحثان عن ورق في الجنة من الاشجار، فيقطعان الورق كل منهما يُغطي سوأته {وَطَفِقَا يَقطِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الجَنَّةِ } وآدم عليه السلام يهرب وآدم يهرب والاشجار تتعلق به والاغصان تتعلق به، وآدم يُريد الخلاص منها ويهرب ويهرب ويهرب فيُناديه الرب عز وجل يا آدم آ فِرارا مني يا آدم، أتَفِرُّ مني يا آدم فيقول آدم لربه لا يارب لا يارب لكنني إسْتَحْيَيْتُ مِنك لكنني إسْتَحْيَيْتُ منك { وَنَادَهُمَا رَبُّهُمَا ألَمْ أنْهاَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَة وَأقُلْ لَّكُمَا إنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌ مُّبِينٌ }
**
بكى آدم بكت حواء بكى الاثنان يقول آدم في نفسه سبحان الله كيف نسيت كيف وقعت بالذنب يبكيان وهما يدعوان الله عز وجل، ربنا { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أنْفُسَنَا وَإنْ لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمُنَا } مع أنه أبو البشر مع أنه أول نبي مع أنه الذي خلقه الله بيد لكنه إستغفر لكنه أناب لكنه تاب { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أنْفُسَنَا وَإنْ لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمُنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرينَ } إشتد البكاء طال البكاء من آدم عليه السلام إنه الندم، كيف نسيت كيف أغراني الشيطان كيف لم أتذكر أنه عدو لي كيف أكلت من هذه الشجرة، وآدم عليه السلام يبكي والرب عز وجل يقول له يا آدم ألم أنْهَكَ عَنْ هذه الشجرة يا حواء ألم أحَذِّرْكُمَا من إبليس جاء جبريل بنفسه إلى آدم وهو يبكي، فرفع عنه التاج جاء ميكائيل فرفع الاكليل عن جَبِينِ آدم عليه السلام فظن آدم أن العقوبة ستقع عليه الآن، لكن رحمة الله قريب من المحسنين
أنزل الله عز وجل آدم عليه السلام إلى الأرض معه حواء معهما إبليس الثلاثة آدم حواء إبليس اُنْزِلَ الثلاثة إلى الأرض لتبدأ العدواة لتبدأ المعركة، بين من بين آدم وحواء وبين إبليس أول معركة ستبدأ الآن على وجه الأرض ساحة المعركة { قُلْنَا إهْبِطُواْ مِنْهاَ جَمِيعاً فَإمَّا يَاتِيَنَّكُمْ مِّنِي هُدىً } سوف أنزل عليكم الهدى، تبدأ العدواة بين الثلاثة بعضكم لبعض عدو { فَمَنِ إتَّبَعَ هُدَايْ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى} وإن كنتم في الأرض التي مُيِّزت بأنها دار البلاء ودار الشقاء لكن، من إتبع هداي فلن يضل ولن يشقى { وَمَنْ أعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكَاءَ } يقولون أن آدم اُنزِل في الهند وحواء في مكة والتقايا وبدأ التكاثر على وجه هذه الأرض، وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا
وإبليس يترصد بهما وبذريتهما التحدي الذي تحدى به ربه بدأ يُنَفِّذَهُ الآن على وجه الأرض، وبدأت العداوة وآدم لازال يبكي آدم لازال يتذكر خطيئته آدم لازال يتذكر معصيته فإذا بجبريل ينزل إليه فيقول، يا آدم إلى متى تبكي لِمَ كل هذا البكاء فيقول دعني أبكي يا جبريل دعني أبكي يا جبريل فقد أذنبت ذنبا عصيت الله عز وجل، فأخذ آدم يكلم ربه فيقول رب ألم تخلقني بيدك فيقول الله عز وجل لِآدم بلى يا آدم، يقول آدم يارب ألم تُسْجِدَ إليَّ الملائكة فيقول الله عز وجل بلى يا آدم فيقول آدم، لربه يارب ألم أعطس فقلت يرحمك ربك قال الله عز وجل بلى يا آدم، فيطلب طلبه قال رب إن أنا تُبْتُ إليك وأنبت فهل أنت راجعي إلى الجنة قال الله عز وجل نعم يا آدم نعم يا آدم
{ فتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَّبِهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إنَّهُ هُوَ التَّوَابُ الرَّحِيمُ } وكأن الرب عز وجل يريد أن يعلم بني آدم أن الذنب لابد يقع فكل بني آدم خطاء، إذا كان أبونا أبو البشر وقع بالذنب نسي ووقع بالذنب لكن خير الخطائين التوابون، إفعلوا كما فعل آدم بكى ندم إسترجع إعترف بذنبه إعترف بظلمه، { وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ إجْتَبَاهُ رَبُّهُ فتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} الله عز وجل يقول مع أنه عصى ونسي ولم ينفذ أمر الله عز وجل بشر، هكذا الآنسان ضعيف ووقع بهذ الزّلَّة لكن من تاب تاب الله عز وجل عليه، عاش آدم على هذه الأرض وهو يريد أن يرجع إلى الجنة مرة أخرى فمن ذاقها وذاق حلاوتها إشتهى أن يرجع إليها، عاش الثلاثة ثم بعد هذا ذرية آدم وذرية إبليس وتكاثر الجميع والعداوة بدأت بعضكم لبعض عدو، لكن أنزل الله الكتب وأرسل الله الرسل فمن إتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاء
**
وكان لِآدم عليه السلام إبْنَانْ قابيل وهابيل، وكانت سُنة آدم في ذريته وتكاثر ذريته أن تلد زوجته في كل بطن ذكر وأنثى فيتزوج الذكر في البطن الآنثى في البطن الاخر، وتتزوج الآنثى في البطن ذكرا في بطن آخر حتى جاء يوم من الأيام فاختلف أحد أبناء آدم في فتاة مع أخيه من إنه قابيل، أراد أن يتزوج فتاة ليست من حقه إنها من حق من من حق أخيه هابيل فجاء إليه وقال أريد أن أتزوج هذه الفتاة، قال له هابيل إنها ليست لك يا قابيل إنها لي هي حق أعطاني الله عز وجل إياه، فاختلف الاخوان إلى آدم عليه السلام واختصم إليه فقال لهما آدم عليه السلام قال لقابيل وهابيل، قال لِيُقرِّب كل منكما قرْباناً إلى الله عز وجل ومن تقبل الله قربانه يتزوج هذه الفتاة فإذا بهما يُقربان قربانا إلى الله جل وعلا، يُقربان قربانا إلى الله ما الذي قرباه كان قابيل عنده زروع يزرع وكانت عنده سنابيل
فقرب أرْدَأ سنبلة لربه عز وجلا، أما هابيل فكان عنده شياه غنم فجاء بأسمن شياهه وقربها إلى الله جل وعلا، وطريقة القربان كانوا يضعون القربان على رأس جبل فمن تقبل الله قربانه تنزل نار من السماء فتحرقه، { وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأ إبْنَايْ آدَمَ بِالْحَقِّ إذْ قَرَّبَا قرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الاخرْ } تقبل الله مِنْ مَن من صاحب الشاة من إنه هابيل، فلما رأى قابيل هذا الأمر إزداد ضيقه وحنقه وحسده على أخيه حسده لِمن لأخيه أن يتزوج هذ الفتاة حسده لِمن لأخيه، أن الله عز وجل قبل قربانه ولم يتقبل الله عز وجل قربانه هو،
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأ إبْنَايْ آدَمَ بِالْحَقِّ إذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الاخَر} فإذا به وصل الحسد به إلى التهديد بأي شيء هدده بالقتل، يا هابيل سأقتلك الله أكبر لم تحدث هذه الجريمة في الأرض أبدا لم يجرأ أي إنسان من ذرية آدم التي إنتشرت أن يُفكر مجرد تفكير بالقتل، إلا قابيل وصل به الأمر حسدا وحِقدا أن يفكر بقتل أخيه {قالَ لأقتلنك }فرد هابيل على أخيه { قَالَ إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } إفعل ما تفعل فإنما تقبل الله قرباني لأنني بإذن الله عز وجل من أهل التقوى، ولم يتقبل الله عز وجل منك لأنك لست من أهل التقوى، {قاَلَ إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}
ثم رد بكل أدب وبكل طيب نفس { لَئِنْ بَسَطْتَ إلَيَّ يَدَكَ لِتَقتُلَنِي مَا أنَا بِبَاسِطِ يَدِيَ إلَيْكَ لأقتُلَك إنِّي أخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ إنِّي اُرِيدُ أنْ تَبُوءَ بِإثْمِي وَإثْمْكَ فَتَكُونَ مِنْ أصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} إذا تجرأت ومددت يدك إلي تريد قتلي فإنني لن أعترض، أقتلني كما شئت لأنك ستكون من أهل النار أما أنا فبإذن الله عز وجل ستتحمل ذنبي كله وتأخذ إثمي كله وسيغفر الله عز وجل لي يوم القيامة، إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين، إزداد الحسد في قلب من قابيل ومرت الأيام وهو يرقب أخاه هابيل وإذا بقابيل في يوم من الأيام يستغل الفرصة أي فرصة، تأخر أخوه في رعيه للغنم فإذا بآدم عليه السلام ينتظر إبنه وهو يرعى الغنم ما جاء إبني تأخر إبني، ما الذي أخره من الذي بَطَّأهُ فأرسل إبنه قابيل قال يا بني إذهب فانظر إلى أخيك لِمَ تأخر، وقابيل قد إمتلاء قلبه بالحسد
قد إمتلأ قلبه بالحقد قد إمتلأ قلبه بالغيظ وإذا بقابيل يبحث عن أخيه في كل مكان، يبحث عن أخيه في تلك الصحراء بين الجبال يبحث عن مواطئ رعيه حتى وجده من بعيد، إقترب إليه بهدوء فإذا به يجد أخاه مُسْتَلْقٍ عَلى الأرض نائم وإذا به حانت فرصته الآن التهديد بالقتل الآن سينفذ كل ما كنت أتوعدك، به يا أخي الآن سأطبقه الآن بدأ الشيطان يجري في دمه الشيطان يَأُزُّهُ أزاً، وإذا بأول جريمة الآن ستقع على وجه الأرض وأي جريمة إنها جريمة القتل أعظم جريمة يرتكبها الآنسان في حق أخيه، وإذا بقابيل قيل أنه حمل صخرة كبيرة أراد أن يقتل ما عرف ما قتل إنسان قبله، فحمل صخرة كبيرة ورماها على رأس أخيه ففَطَخَ رأسه، كسر رأسه وقتله في لحظة واحدة
**
وجلس يبكي ماذا أصنع ماذا أفعل كيف أدفن هذه الجثة كيف اُوَارِيهَا، { فبَعَثَ اللهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الارْضِ}غراب حفر الأرض برجله ووضع شيئا في الأرض ودفنه لِيُرِيَهُ الله عز وجل كيف يحفظ جثة أخيه { فبَعَثَ اللهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أخِيهِ قَال يَا وَيْلَتَايْ أعَجَزتُ أنْ أكُونَ مِثْلَ هَذاَ الغُرابِ فأوَارِي سَوْءَةَ أخِي فأصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ } صار كل من يقتل على وجه الأرض يتحمل جزءا من الاثم من أول بدأ بالقتل إنه قابيل إبن آدم عليه السلام
*****************
عاش آدم عليه السلام مع ذريته وأولاده الذين تكاثروا في الأرض يُقال أنه عمر ألف سنة يعلمهم دين الله عز وجل يذكرهم بربهم جل وعلا، الأرض كلها توحد الله جل وعلا تكاثرت الذرية هذا يتزوج من البطن الاخر وهذا يتزوج من البطن الذي قبله وهكذا تكاثرت ذرية آدم وانتشرت في الأرض وعم الخير فيها، حتى جاءت اللحظات وصا آدم عليه السلام لأبنه ""شِيسْ""أن يُبلغ الناس من بعده وأن يُذَكِّرَ ذرية آدم بربهم جل وعلا وأن يعلمهم دين الله جل وعلا ""شِيسْ"" تحمل هذه الوصية، ضعُف آدم عليه السلام دق عظمه ورق جلده كبُر سنه مرض آدم سقط على الفراش بدأت لحظات النهاية نهاية أول نبي في تاريخ البشرية نهاية أبينا آدم عليه السلام،
كلنا نرجع إليه كل البشر إنه أبوهم أول إنسان خلقه الله خلقه بيده كرمه وأسجد له الملائكة وأدخله الجنة وأنزله إلى الأرض، الآن جاءت لحظات النهاية مرض آدم وسقط على الفراش فالتف أبنائه حوله، فقالوا له يا أبانا ماذا تشتهي قال أشتهي من الثمار أئتوني بأي ثمرة أكلها فخرج أبنائه يبحثون له عن ثمار يتجولون يأتونه بالثمار، فاستقبلتهم الملائكة فقالت الملائكة أين تذهبون قالوا نأتي بالثمار قالت الملائكة لمن، قالوا لأبينا فقد إشتهى ثمرا يأكله قالت الملائكة إرجعوا، قالوا وَلِمَ قالت الملائكة قد قضى أبوكم جاءت ساعته ونزلت منيته { كُلُّ نَفسٍ ذائِقة الموت } كل إنسان مهما طال عمره ستأتيه لحظة ويموت فيها، أول نبي سيُفارق هذه الدنيا أبونا أبو البشر،
جاءت منيته رجع الأبناء وجدوا آدم عليه السلام قد قضى وفاضت روحه إلى بارئها، أبنائه ما ذا يصنعون ماذا يفعلون لأول مرة يموت إنسان ميتة طبيعية فعلمتهم الملائكة غسلته وحنطته وطيبته وكفنته ثم حفرت الأرض ثم لحدته ثم دفنت آدم عليه السلام، فقالت الملائكة لبنيه هذه سنتكم وهذه طريقتكم هكذا طويت صفحة أول نبي على وجه الأرض أول من خلق الله عز وجل من البشر، كانت قصته حافلة عظيمة أرأيتم إلى أسد الذنب ماذا يصنع في الآنسان أرأيتم إلى رحمة الله عز وجل بآدم هكذا رحمته ببني آدم فإنه يقبل التوبة لمن تاب، في الحلقة القادمة إن شاء الله سوف نُعَرِّجُ على نبي لموقف له ثم نتكلم عن أول رسول في الأرض، فالرسول الذي يأتي بدين جديد والنبي الذي يُقِرُّ شرع من قبله هل بعد آدم عليه السلام حصل شيء في الأرض هل وقع الشرك في الأرض، آدم مات والأرض كلها على التوحيد كيف بدأ الناس يُشركون بربهم عز وجل، أول ما وقع الشرك في الأرض كيف بدأ وكيف كانت طريقته هل نجحت الشياطين التي إنتشرت في الأرض أن تصرف الناس عن عبادة الله عز وجل، إلى عبادة غيره هذا ما سوف نعلمه بإذن الله عز وجل في الحلقة القادمة إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته[/h4]
إنها الجولة الاولى في هذه المعركة، كيف يجعل إبليس آدم عليه السلام يعصي ربه عز وجل ، ما قال له أبداً كُلْ من هذه الشجرة التي نَهَاكَ الله عز وجل عنها أبدا، ما قال له إعْصِي ربك عز وجل لا، ولكنه جاءه بأسلوب آخر { فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ } شوفوا الاسلوب { وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ } ألا تحب يا آدم أن تصير ملكا ،حواء ألا تُحِبِّين أن تكوني من الملائكة، الكل يحب هذا، إذا أكلتما من هذه الشجرة صِرْتُمَا من الملائكة ، الذين يعبدون الله الذين يُقرِّبُهُم الله ، الأمر بسيط كُلاَ من هذه الشجرة ،وتنتقلان مباشرة إلا جنس الملائكة { إلاَّ أنْ تَكُونَ مَلَكَيْنِ }أو يا آدم يا حواء، ألا تُحِبَّانِ أن تَعِيشَا في هذه الجنة مُخَلَّدَيْنِ ، لا موت لا نهاية فقط كُلاَ من هذه الشجرة
{ أوْ تَكُونَ مِنَ الخَالِدِينَ } وكلما أتى إبليس بصورة من الصور ، وبشكل من الاشكال إلى آدم عليه السلام، لم يستجب آدم لأن آدم عليه السلام ، يَعْبُد ربه عز وجل ويُطِيعُ الله جل وعلا ، ومرت السنين ومرت الأيام، وآدم عليه السلام وحواء لا يقتربان من هذه الشجرة، فاستغل إبليس تعظيم آدم لربه عز وجل ، ودخل من هذا المدخل أخذ يُقسِمُ بالله عز وجلا، اُقسِمُ لكما، أنني صادق بحديثي، والله الذي لا إله غيره ، إذا أكلتما من هذه الشجرة صِرْتُمَا خالدين في هذه الجنة ، تزيين غُرور { وَقاسَمَهُمَا } بدأ بالقسم { وَقاسَمَهُمَا إنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} في هذه الفترة صدَّقَ آدم إبليس، وَنَسِيَ الذي بينه وبين ربِّهِ عز وجل،
بدأ التصديق لِمَ ، لأن إبليس أقسم بالله ، ما كان يتصور آدم عليه السلام ، أن مخلوقا يُقسِمُ بالله كاذِبا فصَدَّقَ إبليس، وبدأ يمشيان خلفه، {فدَلَّهُمَا بِغُرُورٍ} فوصل إلى الشجرة وإبليس يُزين وإبليس يُشجع وإبليس يدفع فإذا بحواء تأخذ ثمرة من هذه الشجرة فتأكل، وإذا بآدم يأكل من هذه الشجرة ، أول ما ذاق من هذه الشجرة { فلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَة بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا } ما كان آدم عليه السلام يرى سوءة حواء ولا حواء ترى سوءة آدم، فلما أكل من الشجرة إنكشفت السَوْأتَانِ { فلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا } آدم عليه السلام لأن الحياء فُطِرَالآنسان به، لما رأى عورة حواء هرب منها وحواء لما رأت عورة آدم هربت منه لأن البشر قد فُطِروا على الحياء،
هرب آدم من حواء وهربت حواء من آدم عليهما السلام كل واحد يهرب من الاخر يبحثان عن ورق في الجنة من الاشجار، فيقطعان الورق كل منهما يُغطي سوأته {وَطَفِقَا يَقطِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الجَنَّةِ } وآدم عليه السلام يهرب وآدم يهرب والاشجار تتعلق به والاغصان تتعلق به، وآدم يُريد الخلاص منها ويهرب ويهرب ويهرب فيُناديه الرب عز وجل يا آدم آ فِرارا مني يا آدم، أتَفِرُّ مني يا آدم فيقول آدم لربه لا يارب لا يارب لكنني إسْتَحْيَيْتُ مِنك لكنني إسْتَحْيَيْتُ منك { وَنَادَهُمَا رَبُّهُمَا ألَمْ أنْهاَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَة وَأقُلْ لَّكُمَا إنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌ مُّبِينٌ }
**
بكى آدم بكت حواء بكى الاثنان يقول آدم في نفسه سبحان الله كيف نسيت كيف وقعت بالذنب يبكيان وهما يدعوان الله عز وجل، ربنا { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أنْفُسَنَا وَإنْ لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمُنَا } مع أنه أبو البشر مع أنه أول نبي مع أنه الذي خلقه الله بيد لكنه إستغفر لكنه أناب لكنه تاب { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أنْفُسَنَا وَإنْ لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمُنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرينَ } إشتد البكاء طال البكاء من آدم عليه السلام إنه الندم، كيف نسيت كيف أغراني الشيطان كيف لم أتذكر أنه عدو لي كيف أكلت من هذه الشجرة، وآدم عليه السلام يبكي والرب عز وجل يقول له يا آدم ألم أنْهَكَ عَنْ هذه الشجرة يا حواء ألم أحَذِّرْكُمَا من إبليس جاء جبريل بنفسه إلى آدم وهو يبكي، فرفع عنه التاج جاء ميكائيل فرفع الاكليل عن جَبِينِ آدم عليه السلام فظن آدم أن العقوبة ستقع عليه الآن، لكن رحمة الله قريب من المحسنين
أنزل الله عز وجل آدم عليه السلام إلى الأرض معه حواء معهما إبليس الثلاثة آدم حواء إبليس اُنْزِلَ الثلاثة إلى الأرض لتبدأ العدواة لتبدأ المعركة، بين من بين آدم وحواء وبين إبليس أول معركة ستبدأ الآن على وجه الأرض ساحة المعركة { قُلْنَا إهْبِطُواْ مِنْهاَ جَمِيعاً فَإمَّا يَاتِيَنَّكُمْ مِّنِي هُدىً } سوف أنزل عليكم الهدى، تبدأ العدواة بين الثلاثة بعضكم لبعض عدو { فَمَنِ إتَّبَعَ هُدَايْ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى} وإن كنتم في الأرض التي مُيِّزت بأنها دار البلاء ودار الشقاء لكن، من إتبع هداي فلن يضل ولن يشقى { وَمَنْ أعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكَاءَ } يقولون أن آدم اُنزِل في الهند وحواء في مكة والتقايا وبدأ التكاثر على وجه هذه الأرض، وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا
وإبليس يترصد بهما وبذريتهما التحدي الذي تحدى به ربه بدأ يُنَفِّذَهُ الآن على وجه الأرض، وبدأت العداوة وآدم لازال يبكي آدم لازال يتذكر خطيئته آدم لازال يتذكر معصيته فإذا بجبريل ينزل إليه فيقول، يا آدم إلى متى تبكي لِمَ كل هذا البكاء فيقول دعني أبكي يا جبريل دعني أبكي يا جبريل فقد أذنبت ذنبا عصيت الله عز وجل، فأخذ آدم يكلم ربه فيقول رب ألم تخلقني بيدك فيقول الله عز وجل لِآدم بلى يا آدم، يقول آدم يارب ألم تُسْجِدَ إليَّ الملائكة فيقول الله عز وجل بلى يا آدم فيقول آدم، لربه يارب ألم أعطس فقلت يرحمك ربك قال الله عز وجل بلى يا آدم، فيطلب طلبه قال رب إن أنا تُبْتُ إليك وأنبت فهل أنت راجعي إلى الجنة قال الله عز وجل نعم يا آدم نعم يا آدم
{ فتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَّبِهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إنَّهُ هُوَ التَّوَابُ الرَّحِيمُ } وكأن الرب عز وجل يريد أن يعلم بني آدم أن الذنب لابد يقع فكل بني آدم خطاء، إذا كان أبونا أبو البشر وقع بالذنب نسي ووقع بالذنب لكن خير الخطائين التوابون، إفعلوا كما فعل آدم بكى ندم إسترجع إعترف بذنبه إعترف بظلمه، { وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ إجْتَبَاهُ رَبُّهُ فتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} الله عز وجل يقول مع أنه عصى ونسي ولم ينفذ أمر الله عز وجل بشر، هكذا الآنسان ضعيف ووقع بهذ الزّلَّة لكن من تاب تاب الله عز وجل عليه، عاش آدم على هذه الأرض وهو يريد أن يرجع إلى الجنة مرة أخرى فمن ذاقها وذاق حلاوتها إشتهى أن يرجع إليها، عاش الثلاثة ثم بعد هذا ذرية آدم وذرية إبليس وتكاثر الجميع والعداوة بدأت بعضكم لبعض عدو، لكن أنزل الله الكتب وأرسل الله الرسل فمن إتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاء
**
وكان لِآدم عليه السلام إبْنَانْ قابيل وهابيل، وكانت سُنة آدم في ذريته وتكاثر ذريته أن تلد زوجته في كل بطن ذكر وأنثى فيتزوج الذكر في البطن الآنثى في البطن الاخر، وتتزوج الآنثى في البطن ذكرا في بطن آخر حتى جاء يوم من الأيام فاختلف أحد أبناء آدم في فتاة مع أخيه من إنه قابيل، أراد أن يتزوج فتاة ليست من حقه إنها من حق من من حق أخيه هابيل فجاء إليه وقال أريد أن أتزوج هذه الفتاة، قال له هابيل إنها ليست لك يا قابيل إنها لي هي حق أعطاني الله عز وجل إياه، فاختلف الاخوان إلى آدم عليه السلام واختصم إليه فقال لهما آدم عليه السلام قال لقابيل وهابيل، قال لِيُقرِّب كل منكما قرْباناً إلى الله عز وجل ومن تقبل الله قربانه يتزوج هذه الفتاة فإذا بهما يُقربان قربانا إلى الله جل وعلا، يُقربان قربانا إلى الله ما الذي قرباه كان قابيل عنده زروع يزرع وكانت عنده سنابيل
فقرب أرْدَأ سنبلة لربه عز وجلا، أما هابيل فكان عنده شياه غنم فجاء بأسمن شياهه وقربها إلى الله جل وعلا، وطريقة القربان كانوا يضعون القربان على رأس جبل فمن تقبل الله قربانه تنزل نار من السماء فتحرقه، { وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأ إبْنَايْ آدَمَ بِالْحَقِّ إذْ قَرَّبَا قرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الاخرْ } تقبل الله مِنْ مَن من صاحب الشاة من إنه هابيل، فلما رأى قابيل هذا الأمر إزداد ضيقه وحنقه وحسده على أخيه حسده لِمن لأخيه أن يتزوج هذ الفتاة حسده لِمن لأخيه، أن الله عز وجل قبل قربانه ولم يتقبل الله عز وجل قربانه هو،
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأ إبْنَايْ آدَمَ بِالْحَقِّ إذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الاخَر} فإذا به وصل الحسد به إلى التهديد بأي شيء هدده بالقتل، يا هابيل سأقتلك الله أكبر لم تحدث هذه الجريمة في الأرض أبدا لم يجرأ أي إنسان من ذرية آدم التي إنتشرت أن يُفكر مجرد تفكير بالقتل، إلا قابيل وصل به الأمر حسدا وحِقدا أن يفكر بقتل أخيه {قالَ لأقتلنك }فرد هابيل على أخيه { قَالَ إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } إفعل ما تفعل فإنما تقبل الله قرباني لأنني بإذن الله عز وجل من أهل التقوى، ولم يتقبل الله عز وجل منك لأنك لست من أهل التقوى، {قاَلَ إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}
ثم رد بكل أدب وبكل طيب نفس { لَئِنْ بَسَطْتَ إلَيَّ يَدَكَ لِتَقتُلَنِي مَا أنَا بِبَاسِطِ يَدِيَ إلَيْكَ لأقتُلَك إنِّي أخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ إنِّي اُرِيدُ أنْ تَبُوءَ بِإثْمِي وَإثْمْكَ فَتَكُونَ مِنْ أصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} إذا تجرأت ومددت يدك إلي تريد قتلي فإنني لن أعترض، أقتلني كما شئت لأنك ستكون من أهل النار أما أنا فبإذن الله عز وجل ستتحمل ذنبي كله وتأخذ إثمي كله وسيغفر الله عز وجل لي يوم القيامة، إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين، إزداد الحسد في قلب من قابيل ومرت الأيام وهو يرقب أخاه هابيل وإذا بقابيل في يوم من الأيام يستغل الفرصة أي فرصة، تأخر أخوه في رعيه للغنم فإذا بآدم عليه السلام ينتظر إبنه وهو يرعى الغنم ما جاء إبني تأخر إبني، ما الذي أخره من الذي بَطَّأهُ فأرسل إبنه قابيل قال يا بني إذهب فانظر إلى أخيك لِمَ تأخر، وقابيل قد إمتلاء قلبه بالحسد
قد إمتلأ قلبه بالحقد قد إمتلأ قلبه بالغيظ وإذا بقابيل يبحث عن أخيه في كل مكان، يبحث عن أخيه في تلك الصحراء بين الجبال يبحث عن مواطئ رعيه حتى وجده من بعيد، إقترب إليه بهدوء فإذا به يجد أخاه مُسْتَلْقٍ عَلى الأرض نائم وإذا به حانت فرصته الآن التهديد بالقتل الآن سينفذ كل ما كنت أتوعدك، به يا أخي الآن سأطبقه الآن بدأ الشيطان يجري في دمه الشيطان يَأُزُّهُ أزاً، وإذا بأول جريمة الآن ستقع على وجه الأرض وأي جريمة إنها جريمة القتل أعظم جريمة يرتكبها الآنسان في حق أخيه، وإذا بقابيل قيل أنه حمل صخرة كبيرة أراد أن يقتل ما عرف ما قتل إنسان قبله، فحمل صخرة كبيرة ورماها على رأس أخيه ففَطَخَ رأسه، كسر رأسه وقتله في لحظة واحدة
**
وجلس يبكي ماذا أصنع ماذا أفعل كيف أدفن هذه الجثة كيف اُوَارِيهَا، { فبَعَثَ اللهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الارْضِ}غراب حفر الأرض برجله ووضع شيئا في الأرض ودفنه لِيُرِيَهُ الله عز وجل كيف يحفظ جثة أخيه { فبَعَثَ اللهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أخِيهِ قَال يَا وَيْلَتَايْ أعَجَزتُ أنْ أكُونَ مِثْلَ هَذاَ الغُرابِ فأوَارِي سَوْءَةَ أخِي فأصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ } صار كل من يقتل على وجه الأرض يتحمل جزءا من الاثم من أول بدأ بالقتل إنه قابيل إبن آدم عليه السلام
*****************
عاش آدم عليه السلام مع ذريته وأولاده الذين تكاثروا في الأرض يُقال أنه عمر ألف سنة يعلمهم دين الله عز وجل يذكرهم بربهم جل وعلا، الأرض كلها توحد الله جل وعلا تكاثرت الذرية هذا يتزوج من البطن الاخر وهذا يتزوج من البطن الذي قبله وهكذا تكاثرت ذرية آدم وانتشرت في الأرض وعم الخير فيها، حتى جاءت اللحظات وصا آدم عليه السلام لأبنه ""شِيسْ""أن يُبلغ الناس من بعده وأن يُذَكِّرَ ذرية آدم بربهم جل وعلا وأن يعلمهم دين الله جل وعلا ""شِيسْ"" تحمل هذه الوصية، ضعُف آدم عليه السلام دق عظمه ورق جلده كبُر سنه مرض آدم سقط على الفراش بدأت لحظات النهاية نهاية أول نبي في تاريخ البشرية نهاية أبينا آدم عليه السلام،
كلنا نرجع إليه كل البشر إنه أبوهم أول إنسان خلقه الله خلقه بيده كرمه وأسجد له الملائكة وأدخله الجنة وأنزله إلى الأرض، الآن جاءت لحظات النهاية مرض آدم وسقط على الفراش فالتف أبنائه حوله، فقالوا له يا أبانا ماذا تشتهي قال أشتهي من الثمار أئتوني بأي ثمرة أكلها فخرج أبنائه يبحثون له عن ثمار يتجولون يأتونه بالثمار، فاستقبلتهم الملائكة فقالت الملائكة أين تذهبون قالوا نأتي بالثمار قالت الملائكة لمن، قالوا لأبينا فقد إشتهى ثمرا يأكله قالت الملائكة إرجعوا، قالوا وَلِمَ قالت الملائكة قد قضى أبوكم جاءت ساعته ونزلت منيته { كُلُّ نَفسٍ ذائِقة الموت } كل إنسان مهما طال عمره ستأتيه لحظة ويموت فيها، أول نبي سيُفارق هذه الدنيا أبونا أبو البشر،
جاءت منيته رجع الأبناء وجدوا آدم عليه السلام قد قضى وفاضت روحه إلى بارئها، أبنائه ما ذا يصنعون ماذا يفعلون لأول مرة يموت إنسان ميتة طبيعية فعلمتهم الملائكة غسلته وحنطته وطيبته وكفنته ثم حفرت الأرض ثم لحدته ثم دفنت آدم عليه السلام، فقالت الملائكة لبنيه هذه سنتكم وهذه طريقتكم هكذا طويت صفحة أول نبي على وجه الأرض أول من خلق الله عز وجل من البشر، كانت قصته حافلة عظيمة أرأيتم إلى أسد الذنب ماذا يصنع في الآنسان أرأيتم إلى رحمة الله عز وجل بآدم هكذا رحمته ببني آدم فإنه يقبل التوبة لمن تاب، في الحلقة القادمة إن شاء الله سوف نُعَرِّجُ على نبي لموقف له ثم نتكلم عن أول رسول في الأرض، فالرسول الذي يأتي بدين جديد والنبي الذي يُقِرُّ شرع من قبله هل بعد آدم عليه السلام حصل شيء في الأرض هل وقع الشرك في الأرض، آدم مات والأرض كلها على التوحيد كيف بدأ الناس يُشركون بربهم عز وجل، أول ما وقع الشرك في الأرض كيف بدأ وكيف كانت طريقته هل نجحت الشياطين التي إنتشرت في الأرض أن تصرف الناس عن عبادة الله عز وجل، إلى عبادة غيره هذا ما سوف نعلمه بإذن الله عز وجل في الحلقة القادمة إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته[/h4]