منتديات رُبُوع شمير المحبة

أهلاً و سهلاً بك عزيزي الزائر في منتديات رُبُوع شمير المحبة
تفضل بالدخول إن كنت عضواً وبالتسجيل إن لم يكن لديك حساب وذالك للحصول على كامل المزاياء
ولمشاهدات المنتديات الخفيه عن الزوار

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات رُبُوع شمير المحبة

أهلاً و سهلاً بك عزيزي الزائر في منتديات رُبُوع شمير المحبة
تفضل بالدخول إن كنت عضواً وبالتسجيل إن لم يكن لديك حساب وذالك للحصول على كامل المزاياء
ولمشاهدات المنتديات الخفيه عن الزوار

منتديات رُبُوع شمير المحبة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات رُبُوع شمير المحبة

أخبار عالمية وعربية / معلومات عامة / مواضيع دينية / مواضيع تاريخية / ثقافة عامة / مواضيع متنوعة


    قصص الانبياء-5 قصة هود عليه السلام

    عبداللطيف هزاع الشميري
    عبداللطيف هزاع الشميري
    Admin


    عدد المساهمات : 164
    تاريخ التسجيل : 08/12/2014
    العمر : 36
    الموقع : اليمن

     قصص الانبياء-5  قصة هود عليه السلام Empty قصص الانبياء-5 قصة هود عليه السلام

    مُساهمة من طرف عبداللطيف هزاع الشميري الثلاثاء ديسمبر 09, 2014 7:11 pm

    في الحلقة الماضية إنتهينا من نبي الله نوح عليه السلام ، وذكرنا أن الله عز وجل أهلك قومه بالطوفان ، فلم تبقى ذرية في الأرض إلا ذرية نوح عليه السلام ، القِلّة الذين كانوا معه في السفينة ، لم يجعل الله عز وجل لهم ذرية تبقى ، فلم تبقى في الأرض إلا ذرية نوح ، فإن الله عز وجل إصطفى البشر أولا بآدم ، وثانيا بنوح عليه السلام ، ما بقية إلا ذرية نوح ، وبقي أهل الايمان في الأرض يتكاثرون مرة أخرى وينتشرون في الأرض مرة أخرى
    ، والشياطين تجتال الناس عن دينهم ، وتحاول أن توقعهم مرة أخرى بالشرك ، فإن الأرض الان كلها على التوحيد ، حتى جاء قوم سكنوا في أرض تسمى " الاحقاف" بين اليمن وعُمَانْ ، هذه الاحقاف سكنها قوم سُمُّوا قوم " عاد " هؤلاء الناس بدأ فيهم الشِّرك بالله عز وجل ، بدأ فيهم عبادة الاصنام عبادة الالهة من دون الله جل وعلا ، أرسل الله عز وجل إليهم نبيا عربيا ، الانبياء العرب هود عليه السلام وشعيب عليه السلام وصالح عليه السلام ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، أول نبي عربي هو هود ، أرسله الرب عز وجل لقوم عاد الذين طغوا في الأرض وتجبروا فيها ، حتى قال الله عز وجل يُخاطب نبينا ،
    ألم تأتيك قصة وخبر قوم عاد الذين ما خلقت مثلهم في الأرض كلِّها { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } { إِرَمَ } إسم جَدٍّ من أجدادهم { ذَاتِ الْعِمَادِ. الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ } بقوتهم وجبروتهم وحسن بُنيانهم ومصانعهم لم يخلق الله عز وجل مثلهم في البلاد ، في ذلك الزمان أرسل الله عز وجل إليهم نبيا من أنبيائه إسمه هُودْ ، فدعاهم أولا إلى التوحيد ، كل الانبياء أول دعوتهم إفراد العبادة لله عز وجل { وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ } فنبيهم كان منهم لم يأتي غريبا عنهم كان من قومهم من أهلهم ، بل أخاً لهم
    { وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا } قال ياقوم ، أنظروا للاسلوب قال { يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } ما دعاهم أولا إلا إلى توحيد الله عز وجل ، إلى عبادته جل وعلا ، لكن أنظروا إليهم كيف ردواعلى هود عليه السلام وهو يذكرهم الله عز وجل، بكل أدب بكل أخلاق ، حتى ذكرهم بقوم نوح الذين كانوا قبلهم كيف دُمِّرُواْ والأرض كلها تتكلم عنهم { وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً } أي إذكروا يا قوم الله عز وجل جعلكم أهل قوة ومنعة بل خلفاء في الأرض ، بعد نوح كيف دمر الله عزل وجل قومه بالطوفان ،
    تذكروا هذه النعم إشكروا الله عز وجل عليها أعبدوا الله جل وعلا ، لا أريد منكم شيئا حتى قالوا له ، ياهود تريد مالا تريد ملكا نعطيك قال { يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا } لا أسألكم الاجر ولا المال أريدكم فقط أن تعبدوا الله جل وعلا ، أنظروا للاسلوب كيف ردوا على هود عليه السلام قالوا له { قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي. سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ } أنت سفيه وأنت كاذب ، هل رد عليهم هود عليه السلام بنفس الاسلوب هل قال لهم أنتم السفهاء الكاذبون كلا ، والله أنظروا للادب أدب الانبياء مع أقوامهم قال
    { يَا قَوْم لَيْسَ بِي سَفَاهَة } أنا لست سفيها ولكني أنا فقط ناصِح لكم أنا رسول أمين ليست بسفاهة ولم أصُبْ بالجنون لكنني أنصحكم فاتقوا الله عز وجل وأطيعون.
    *
    إستكبر قوم عاد على نبيهم وعاندوا وظنوا أن قوتهم هذه لا تُغلب { فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } أنظروا لقوتهم التي أغرتهم وأعمتهم ، نعم كانت أكبر وأعظم دولة على وجه الأرض في ذلك الزمان ، لكن ما علموا أن هناك من هو أقوى منهم { فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً } ألم يعلم قوم عاد والامم الجبارة والامم القوية ألم تعلم أن هناك من هو أقوى منهم ،
    إنه الله عز وجل الذي خلقهم وخلق كل شيء { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً } جاءهم هود عليه السلام ينصحهم يُذكِّرهم يا قوم أنعم الله عليكم بالنعم تبنون قصورا مساكن في بعض الاماكن التي لستم بحاجة إليها ، ومع هذا لا تشكرون ربكم جل وعلا { تَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ } كل هذه النعم التي عندكم مساكن مصانع خيرات كثيرة ، ومع هذا كله تبطشون بالدول الضعيفة وبالناس الفقراء والمساكين
    { وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ } نصحهم ذكرهم خوفهم الله عز وجل ، ولكن بلا فائدة جاؤا إلى هود عليه السلام ذلك النبي الضعيف لا يملك إلا بعض الذين أمنوا ، ليس عنده سلاح ولا عتاد أخذوا يستهزؤن عليه يقولون قالوا { يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ } عناد إستكبار إسرار جحود { وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ } أرأيت هذه الالهة التي سببتها وتكلمت عليها وشتمتها
    يا هود ، ربما أصابتك بالجنون الجنون التهمة الجاهزة التي تلقى على كل الانبياء والمرسلين ، كل الدعاة والمخلصين سهل أن يُقال لهم بأنه أصابكم الجنون { إِنْ نَقُولُ إِلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ } هذه الالهة هي التي أصابتك بالجنون ، فقلت هذا الكلام فرد عليهم نبي الله بكل قوة وثقة قال ياقوم {إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ } البراءة الكاملة أنا برئ منكم ومن دينكم ومن معبوداتكم وأصنامكم ، أنا برئ من هذا كله ، أمة جبارة أمة مستكبرة لم يخف منها هود عليه السلام لأنه نبي من أنبياء الله ،
    أنظروا للسلاح الذي يملكه هود عليه السلام ماذا يمتلك قال { أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ. مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا } إجمعوا أسلحتكم وجيوشكم وقواتكم ، إجمعوا كل ما تملكون ثم كيدوني جميعا ولا تنتظروني ولا ثانية واحدة ولا لحظة واحدة ولا دقيقة واحدة { فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ } من الذي يمتلكه هود عليه السلام من قوة لِيقف مُواجها تلك الامة الجبارة ، ماذا يمتلك هود عليه السلام ماذا يمتلك حتى يقف أمام هذه الامة العاتية الجبارة التي بطشت بالامم ، ماذا يمتلك إنه يمتلك أعظم سلاح ما هو
    { إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } كل حشرة كل طير كل حيوان كل دابة على وجه الأرض رزقها على من ، على رب العالمين ، أنا أتحداكم أنا أقف أمامكم لِمَ ، لانني متوكل على الله عز وجل ، سلاح المؤمنين سلاح الانبياء والمرسلين التوكل على الله ، حسبي الله ونعم الوكيل ، لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، وقف هود عليه السلام أمام قومه متحديا لهم ، لا يُبالي بما يفعلون ولا بما يصنعون.
    *
    قوم هود طلبوا من هود عليه السلام أن يأتيهم بعذاب الله عز وجل ، إِئْتِنَا بِعَذابِ الله ، تزعم أن هناك عذاب من ربك فلنرى هذا العذاب ، نريد أن نراه يتحدون ربهم جل وعلا ، قالوا لهود عليه السلام { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } إن كنت صادقا نريد أن نرى عذاب ربك ، آتيتانا بدين جديد وبإلاه جديد ، نريد أن نرى عذابه إن كنت صادقا ، هنا رفع هود عليه السلام يديه إلا السماء { قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ }
    كل الانبياء إذا يئسوا من أقوامهم فإنهم يلجأون إلى الله عز وجل ، قال { رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ } قال الله عز وجل لهود قال { عَمَّا قلِيل } إصبر يا هود ، هي سنوات لكنها عند الله عز وجل لا شيء { قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ } هذه الامة الجبارة ستندم يوما من الايام ، هذه الامة العاتية التي بطشت بالامم ستندم لكن عما قليل ، إصبر ياهود قال { عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ } وكان هود عليه السلام يذكرهم بأن هناك يوم آخر ،
    هنا بعث بعد الموت هناك حياة أخرى ، وكانوا لا يصدقونه وكانوا يستهزؤن به فيقولون { هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ. إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } حالهم كحال كثير من الناس ، اليوم الذين يقولون هي حياة فإنما هي أرحام تدفع وأرض تبلع لا حياة أخرى ولا بعث بعد الموت ولا هناك حساب ولا عذاب ولا جزاء ، دنيا نستمتع بها كما نشاء ، هود عليه السلام دعا الله عز وجل أن ينصره ، عذبهم الرب عز وجل ، أول عذاب ثلاث سنوات لم يأتهم مطر أبدا ، قطرة من السماء ما نزلت وكانوا يعتمدون في حياتهم على الزروع ،
    هذه الامة الجبارة كانت تعتمد على المطر من السماء وما كانت تعبد رب الأرض والسماء ، المطر توقف القحط أهلكهم الجدب ، ماتت الشياه هلكت الأرض قل المال ، فإذا بهم يذهبون يستسقون آلهتهم يذهبون يطلبون من آلهتهم المطر ، فإذا بهم يسمعون مناد من السماء يناديهم ، يقول هذا المنادي ، أي سحابة تريدون ، هل تريدون سحابة بيضاء ، أم تريدون سحابة حمراء ، أم تريدون سحابة سوداء ، سمعوا مناد من السماء يُناديهم ، فإذا بهم وكانوا سبعين رجلا من أحسنهم قالوا بل نريد السحابة السوداء ،
    وما الفرق لأنهم يعلمون أن السحابة السوداء فيها مطر كثير ، وفيها ماء كثير وهم لا يشعرون أن الرب عز وجل يستدرجهم { سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } قوم هود رجعوا قافلين بعد أن إستسقوا المطر من آلهتهم ، فإذا بهم ينظرون إلى السماء وإذا بالغيم يأتي إليهم ، وإذا بالغيم الاسود يظللهم ، وإذا بهم يفرحون وإذا بهم يظنون أنها كرامة من ربهم لهم ، أي كرامة وهم كافرون
    { فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا } أول ما شعرت بالعذاب إمرأة أحست بأن هذه الغيمة ليست كغيرها من الغيوم ، كأنها رأت شررا يتطاير من هذه الغيمة فهربت من قرى عاد ، هربت من بين قوم هود وهي تستغيث ، علمت أن هناك عذاب سيأتي إليهم { فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا } ظنوا القوم الكافرون ، ظنوا أنها كرامة من الالهة لهم ، أن المطر سيأتي إليهم بعد أن جفت الأرض ثلاث سنين ،
    ما إستجابوا لي نبيهم وما رضخوا لامر الله عز وجل ، عاندوا وطلبوا من نبيهم أن يأتيهم بعذاب الله إن كان صادقا ، وفعلا بدأ العذاب وبدأ الغيم يستقبلهم وبدأ يأتي إليهم وهم فارحون مستبشرون.
    *
    إستقبل قوم هود الغيم والسحاب الاسود فارحين مستبشرين ، ظنوا أن فيه خيرا لهم ، خرجوا يستقبلون هذا الغيم وهم يقولون ، ها هو عارض ممطرنا ها هو الغيم قد أتى إلينا لِيُغِيثَنَا ، ها هو الرزق جاءنا بعد أن إنقطع سنوات ، سألنا الالهة فأرسلت إلينا هذه الغيمة وهذا السحاب ، قالوا هذا عارض ممطرنا لكنه عذاب الله بدأ ، لكنه الذي يستعجل الله عز وجل فيه ، إذا بالريح تشتد ، تعجبوا ما الذي يحدث ،
    إنها عاصفة إنها رياح عاتية ، ليست عاتية فقط ، بل هي صرصر باردة شديدة البرودة ، بدأت تحمل الامتعة والحاجيات ، بدأ الناس يتطايرون ، أخد الهواء يحمل الناس إلى السماء ثم يرميهم إلى الأرض ، فينفصل الرأس عن الجسد كأنهم أعجاز نخل خاوية { وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ } بدأ الهواء والريح بدأت بأول يوم وانتهت في نهاية اليوم الثامن بينهما سبع ليال { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى }
    لا ترى في القوم إلا الصرعى ، الناس إختبأوا في بيوتهم ، البرد قتلهم البرد أهلكهم ، فالريح صرصر عاتية ، حتى أن العجائز الذين إختبأوا في بيوتهم عند النار قُتِلُوا من شدة البرد ، أهلكهم البرد فالريح صرصر الريح عاتية { وَفِي عَادٍ } أين قوتهم أين جبروتهم أين بطشهم بالامم أين تحديهم لعذاب الله { وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ. مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ } ما آتت الريح على شيء إلا وحطمته إلا وفتته إلا جعلته كا الرميم ، لم تُبْقِي شيئا ، إنه جندي واحد من جند الله عز وجل ، هذه الامة التي عتت وتجبرت حملتها الريح إلى السماء ثم رمتها على الأرض ، فإذا بأجسادهم تنفصل عن رؤوسهم ،
    فإذا بهم صرعى جثث على الأرض ملقاة { فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ } هل بقي منهم إنسان أبدأ ، أما هود عليه السلام والقلة الذين آمنوا معه { وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ. وَتِلْكَ عَادٌ } جحدوا بآية ربهم وعصوا رُسُلَه ، واتبعوا أمر كل جبار عنيد ، أين هم ماذا فعل الله عز وجل بهم ، تلك الامة التي عاندت وتجبرت وظنت أنها أقوى أمة على وجه الأرض { وَأُتْبِعُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ }
    هل بقي لهم من أثر هل بقيت منهم باقية ، دمرهم الرب عز وجل ، وهكذا كل أمة تتجبر على أمر الله عز وجل وتعصي رسله وتتكبر في الأرض فهذا هو مصيرهم { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ. إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ } ألم تر يا محمد ماذا فعل الله عز وجل بهم دمرهم ، الله يقص في القرءان هذه القصة ، لتعتبر هذه الامم المتكبرة وهذه الدول المتجبرة التي تظن أنه ليس هناك في الأرض قوة تقف أمامها ، جندي واحد جندي واحد من جنود الرحمن أهلك تلك الامة ، فلم يُبقي لهم أثرا ولم يُبقي لهم نسلا
    ، فهل ترى لهم من باقية ، ونجا الله هودا ومعه أهل الايمان ، وأهلك كل الكافرين ، في الحلقة القادمة بإذن الله عز وجل سوف نتكلم عن أمة نحتت الجبال جعلت من الجبال بيوتا وقصورا ، منذ ألاف السنين إلى اليوم أثارهم موجودة ، قصورهم وبيوتهم في الجبال لا زالت منحوتة لتبقى عبرة لمن يأتي من الامم ، ما هذه الامة وما هذا الشعب الذي جاء بعد قوم عاد وقوم هود عليه السلام ، من هم ومن أرسل الله عز وجل إليهم ، إنه نبي الله صالح عليه السلام هذا النبي الذي أرسله الله عز وجل لهذه الامة ، ماذا قال لها وماذا فعلت معه ،
    وكيف عاقبها الرب عز وجل ، هذا موضوع حديثنا بإذن الله عز وجل في الحلقة المقبلة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
    لا تنسونا من صالح دعائكم

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 6:15 am